
{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً}(الأحزاب: الآية22)، لما رأى المؤمنون مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) الأحزاب جيوش الشرك التي تحزبت وأتت إلى المدينة للقضاء على الإسلام والمسلمين حينها من مناطق متفرقة, تعاون كبير ما بين العرب واليهود وأتت الجيوش التي هي مدعومة بشكل كبير أتت إلى المدينة على أساس أن تكون ضربة قاضية للإسلام والمسلمين، كانت كثافة الجيش بالشكل الذي هز مواقف الكثير, هز مواقف الكثير حتى صرحوا بسوء ظنهم بالله, وحتى صرح المنافقون بنفاقهم والذين في قلوبهم مرض بموقفهم وشكهم {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً}(الأحزاب: الآية12)، كان موقف المؤمنين, المؤمنين بما تعنيه كلمة مؤمنين الصادقين في إيمانهم، كان موقفهم مختلف, لم يتأثروا، لم تهز نفسياتهم، ولم تضعف معنوياتهم، لا كثرة الجيوش المحيطة بهم وكثرة عتادها أبداً، ولا حالة الحصار التي كانت حينها على المدينة.
{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} الشيء العجيب بالنسبة للإيمان الصادق أن الظروف التي تؤثر على ناقص الإيمان وقاصري الوعي فتكسر إرادتهم وتهز نفوسهم وتضعف مواقفهم الأمر يكون مختلف تماما مع المؤمنين يزدادون إيمانا ويزدادون ثقة بالله جل وعلا {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} ازدادت ثقتهم بأن يتحقق وعد الله بالنصر ولن تضعف ازدادت تلك الثقة بالله وازدادوا إيمانا {قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} ما زادهم إلا إيماناً، ازدادوا قناعة، وازدادوا ثقة، قناعة بما هم عليه، وقناعة بما عرفوه من الحق، وازدادوا ثقة بالله جل وعلا، و تسليماً لله, هكذا هو الإيمان، هكذا يصنع الإيمان.
اقراء المزيد